مبطلات الصوم للنساء..تعرفي إليها

شرع الله تعالى للمسلمات أحكاماً تخصهنّ في باب الصيام، فلهن أحوال تؤثر على حكم الصوم، والله جلّ وعلا هو من يخلق النساء وهو الأعلم بضعفهن، لذلك قد خفف عنهن الكثير في شهر رمضان المبارك، فالقرآن والسنة النبوية الشريفة في ديننا الإسلامي قاما بتعزيز المرأة وحفظ نفسها من كل ما يسيئها أو يؤذيها، وبعض النساء قد يجهلن بعض أحكام الصيام ولا يتقيدن بها، من باب عدم التعود، فيرتكبن بعض الأخطاء والتي قد تفسد الصوم، بالسياق التالي تعرفي إلى مبطلات الصوم للنساء.

يقول الشيخ محمد السعدي، من علماء الأزهر الشريف، لـ"سيدتي": "لقد فرض الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمؤمنات الصيام، وقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، والصيام من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعوّد الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار؛ إيماناً واحتساباً لله، والصوم لا يبطل إلا إذا تحققت في الصائم 3 شروط، وهذه الشروط هي: العلم والتذكر والقصد، عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، وإن للمرأة المسلمة أحكاماً خاصة في الصيام، فتوجد بعض الأمور التي تعد من مبطلات الصوم والتي يجب أن تعلمها".

يقول الشيخ محمد السعدي: "الحيض من مبطلات الصوم للنساء، فإذا أحسَّت المرأة الطَّاهرة بانتقال الحيض وهي صائمة، ولكنَّه لم يخرج إلا بعد غروب الشَّمس، أو أحسَّت بألم الحيض، ولكنَّه لم يخرج إلا بعد غروب الشَّمس؛ فإنَّ صومها ذلك اليوم صحيح، ولكن إذا تفاجأت بنزول الحيض أثناء الصيام في رمضان، فعليها الإفطار وقضاء الأيام التي ستفطر فيها بعد انتهاء شهر رمضان، حيث تعتبر الدورة الشهرية أحد مبطلات الصيام للنساء، لذلك ينبغي عليك معرفة عدد أيام دورتك الشهرية. وروي في حديث صحيح عن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قولها عن الحائض في عهد النبي عليه الصلاة والسلام: "كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة"، وبعد ذلك يتم قضاء تلك الأيام في وقت لاحق".

لا حرج أن تذوق المرأة الطعام، كونها تتذوقه؛ هل هو مالح؟ هل هو طيب؟ ثم تلفظه، فقد أباح الشَّرع للمرأة أن تتذوَّق ما تعدُّه من طعام على الإفطار، ولكن بالقدر الذي لا يفطرها، كأن يلامس فقط طرف لسانها، ولا تقوم بابتلاعه، ولكن البعض قد يغفل تلك النُّقطة، ويبالغ في التَّذوق، فيفسد بذلك الصِّيام.

يقول الشيخ محمد السعدي: "أجمع العلماء على أنّ الإغماء يُبطل الصيام، ويُوجِب القضاء، وخالفهم الإمام الحسن البصريّ؛ إذ ذهب إلى عدم وجوب القضاء على المُكلّف في حال الإغماء؛ لأنّ زوال العقل بسبب الإغماء يمنع وجوب الأداء، ووجوب القضاء يُبنى على وجوب الأداء".

مَنْ تَعَمَّدَ القيء وهو مُخْتارٌ ذاكِرٌ لصومه، فإن صومَه يفسد ولو لم يرجع شيءٌ منه إلى جوفه، وعليه أن يقضي يوماً مكانه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْداً فَلْيَقْضِ".

التدخين عادة سيئة محرمة تضرّ بصحة الإنسان، فهو أيضاً مفسد للصوم موجب للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف، فيصير جِرماً دخل جوف الإنسان بتجاوزه الحلقوم، وتدخين السيجارة الإلكترونية كذلك، حيث يتسبب استنشاق البخار في تنشيط ما يعرف بذاكرة الإدمان، لذلك يعتبر التدخين من مبطلات الصوم للنساء وللرجال على حد سواء؛ نظراً لأن دخول أي شيء وإن كان دخاناً إلى الجوف؛ من شأنه أن يقود إلى إفساد الصيام، وغيره من كل شيء مماثل لها.
ويمكنك متابعة السياق التالي للتعرف إلى إجابة هذا السؤال: الدورة الشهرية المفاجئة.. هل تبطل الصيام؟

اتّفق العلماء على أنّ الجماع في نهار رمضان يُبطل الصيام، لقول الله سبحانه وتعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ).

القطرة تفسد الصيام، وهي من مبطلات الصوم للنساء وللرجال، وقد اتفقت المذاهب الأربعة على أن القطرة التي تستخدم في الأنف أو الأذن أو العين؛ إذا وصلت إلى حلقه؛ فالأولى والأحوط له القضاء خروجاً من خلاف العلماء، ولكن في حال كان تأثيرها لا يشتمل على الجوف؛ فلا حرج في استخدامها في نهار شهر رمضان الكريم، وقد اتفقت المذاهب الأربعة على أن قطرة الأنف أو الأذن أو العين يمكنها أن تفسد الصيام إذا وصلت إلى الحلق.

استعمال الصائم للحقن المغذية (السيروم) والذي يستغني من خلالها عن الشراب والطعام يعتبر مفسداً للصوم، فإنها تكون بذلك كالأكل والشرب، ولا يصح له الصوم، أما باقي الحقن الوريدية أو العضلية أو الجلدية فلا تفطر ولا تبطل الصيام.

فإذا أكل الصائم أو شرب عامداً مختاراً فسد صومه، لقوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ».

يعرف النفاس بأنه الفترة التي تلي عملية الولادة، ويستمر لمدة 6 أسابيع، يقوم الجسم في هذه المرحلة بالتخلص من الدم الموجود بالرحم، وتحتاج المرأة للراحة والطعام لتستعيد عافيتها في تلك الفترة، والنفساء مثل الحائض في ذلك إجماعاً، ولا يجوز لها الفطر حال طهرها، إلا إن كانت مرضعاً وخافت على نفسها أو على ولدها، ويعد النفاس من مبطلات الصوم للنساء، فيجب على المرأة الإفطار وترك الصيام والامتثال لأوامر الدين الذي أباح لها الإفطار، ويمكنها قضاء هذه الأيام بعد انتهاء مدة النفاس وانتهاء شهر رمضان الكريم، ويؤكد الشيخ الكريم أن المرأة لا يجوز لها إكمال الصيام؛ لأن النفاس يفسد الصيام.
وإذا أردتِ متابعة المزيد؛ تابعي السياق التالي: مبطلات الصيام قبل الإفطار