• اخبار محلية

    اخبار اليمن مدينة غنية سكانها في ظلام...!!!


    804 قراءه

    2023-05-14 17:48:32

    تعتبر مدينة الحديدة من أهم المدن الاقتصادية ذو الدخل المالي، لموقعها الجغرافي الفريد ومصادر دخلها المتعدد، المتمثل بموانئها الدولية في البحر الأحمر، ويعتبر ميناء الحديدة شريان حياه بالنسبة لليمن و المنفذ البحري الوحيد الذي يمد محافظات الجمهورية، كما تمتلك ثروة سمكية  على طول سواحلها ويتواجد فيها ميناء اصياد، غير العديد من المداخل المالية التي تدعم خزينة الدولة، ناهيك عن موقعها الاستراتيجي الذي يعتبر قبله لجذب الاستثمار في كل المجالات.

    التحدث عن مدينة الحديدة، هو الحديث عن الماضي، والحاضر، والمستقبل، عن ظلم يمارس منذ عقود، عن استغلال لا حدود له، وحرمان لا نهاية له، عن انتزاع الحقوق وفرض التهميش، عن سلب حقوق أبنائها وحرمانهم من أقل حقوقهم، وعلى مر العقود ظلت الحديدة تعيش في بودقة الظلم والحرمان، حتي مع تعاقب الحكومات، ومع قيام الثورات تم استبعادها من الخارطة، وظلت يتخبط أبناءها بين مطرقة الظلم، وسندان الحرمان، لا نذهب بعيداً في جلب المعاناة الأزلية المتجذرة، التي لا تعد ولا تحصى، فنتج عن ذلك ارتفاع أصوات أنين أبنائها وحاجتهم إلى أقل الاحتياجات، والاحتياجات الضرورية، بتوفير كهرباء بالمقابل وبالأسعار الملائمة لأطماهم، ونظراً لعدم قدرة الدولة في توفير أقل الاحتياجات من الطاقة الكهربائية، الذي كان العدوان سبب في انهيار هذه المؤسسة الوطنية العملاقة.

    فما كان من المعنيين إلا فتح باب التكافل الاجتماعي وإنشاء صندوق يغطي عجز المؤسسة المالي، ويغذي الصندوق مالياً من خلال فرض على كل طرت وعلى كل لتر من المشتقات النفطية تدخل الحديدة، فحصل الصندوق على المليارات من الريالات، فلم يلبث كثيراً هذا الصندوق حتي تغيرت المسميات وتعددت الاتجاهات والاحتياجات، ولم يفح عن مصير هذا الصندوق "صندوق دعم كهرباء الحديدة"، مع استمرار خصم الاستقطاعات المالية لصالح الصندوق، مع استمرار انعدام توفر الطاقة الكهربائية.
    نلاحظ أن تأسيس الصندوق يحمل مسمى دعم الكهرباء، هو من منطلق المعاناة التي يشهدها أبناء الحديدة في فصل الصيف، والمختلف عن بقية المحافظات، فكان تأسيس الصندوق هو أحد الحلول المتخذة لتخفيف عن جزء بسيط من شده أجواءها الحارة والمختلفة عن بقية المحافظات.

    التكيف الحقيقي لهذا الصندوق اتخذ منعطف غير المسار الذي أسس من أجله، فلم يقدم أي شيء يذكر في مجال دعم الكهرباء يلمسه المواطن، فظلت مدينة الحديدة تعيش في ظلام دامس، وأهلها يعانون من الامراض الجليدية، بينما نجد اغلب المحافظات تنعم بالكهرباء، وهي في غنى عنها بحكم المناخ البارد، نستطيع أن نعد أن صندوق دعم الكهرباء أخذت منه الحديدة الاسم فقط، وأما الدعم مصيره مجهول، والحقوق مصيرها منهوب.

    ندرك جيداً ما تنتظره مدينة الحديدة في قادم الأيام والأشهر والسنوات وسوف تظل تعاني من الحرمان الممنهج من قبل القائمين على صندوق الدعم، الذين نجد إنهم يتلذذون وهم يشاهدون أبناء الحديدة جلودهم تختلس من شده الحر، قد نهتف مراراً وتكراراً في رفع معاناتنا ولكن هذا الهتاف لن يجد أذان صاغية، وترك المواطن إلى أصحاب المولدات المستأجرة لممارسة أقذر أنواع الاستغلال.
     
    لن يكن فصل الصيف في هذا العام، أفضل من ذي قبله وسوف يعاني كما عانت الأعوام السابقة، فلا ضمائر تحركت، ولا صندوق فُتح لتقديم الدعم لكهرباء، بينما تعاني مؤسسة الكهرباء من عدم قدرتها على الاستمرار في توفير خدماتها.

    الغريب أن يبادل الوفاء بالجفاء، والأغرب وقوف السلطة في تعجب مما يمارس ضد أبناء الحديدة، حيث أصبح مصير الصندوق مجهولا وكأنه صندوق أسود فقد والبحث جاري عنه، من المفارقات العجيبة أن يتم أنشاء صندوق دعم، ولا نجد أي دعم، وكأنها فقاعات من الوهم، لا يستغرب أن يستمر أبناء الحديدة في صمودهم الأسطوري،  وفي إنتظار تنفيذ توجيهات السيد قائد الثورة عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه بتفعيل المضادات الحيوية واستئصال بئرة الفساد، لا مبرر أن تستمر محافظة الحديدة في الظلام إلا لإرضاء شركائهم من تجار المولدات، أو لتعجيج الوضع واقلاق السكينة العامة، وهذان الأمران أحد الخيرات المطروحة على طاولة دول العدوان ومرتزقتهم وتسعى على تنفيذه بعد ما فقدت حسم الأمور عسكرياً، وما يؤكد هذا نجده في التنصل من القائمين على صندوق دعم الكهرباء، وهم يرون مدينة الحديدة تغرق في الظلام، وخصوصاً في هذه الايام موعد دخول فصل الصيف.



    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24