كيف كانت الملكة إليزابيث الثانية تختار حقائبها؟

الملكة إليزابيث الثانية الراحلة كانت أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش، وخلال سبعين عاماً من حكمها تنوعت إطلالات الملكة واختلفت ألوانها، لكن مهما كانت الإطلالة التي ارتدتها كان يندر رؤيتها من دون حقيبة محمولة على زندها الأيمن، وعادة كانت ألوان الحقائب تتراوح بين الأسود والأبيض لتتكامل مع ألوان أزيائها المشرقة، لكن هذه الحقائب لم تكن مجرد أكسسوار لإكمال أناقة الملكة بل كانت وسيلة تستخدمها لإرسال رسائل سرية إلى مساعديها، وإخبارهم برغباتها من دون كلام. وفي ذكرى ميلاد الملكة الراحلة الذي يصادف في 21 ابريل؛ نستعيد معاً أبرز الحقائب التي حملتها الملكة إليزابيث الثانية، لنتعرف إلى الرسائل السرية التي كانت ترسلها بواسطة الحقائب.

خلال سنوات حكمها حملت الملكة إليزابيث الثانية مجموعة من الحقائب المميزة التي تحمل توقيع العلامة البريطانية الفاخرة لونير Launer، وقدرت صحيفة ذا تليغراف The Telegraph عدد الحقائب التي تملكها الملكة من هذه العلامة بـ200 حقيبة.
وقد بدأت علاقة الملكة إليزابيث الثانية بحقائب لونير Launer في خمسينيات القرن الماضي، وكانت البداية مع والدتها الملكة الأم التي اشترت حقيبة من هذه العلامة، وفيما بعد أهدت ابنتها إحدى هذه الحقائب، ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقة الملكة إليزابيث الثانية بهذه الحقائب وهي علاقة استمرت طوال حياتها.

حتى أنها في آخر صورة نشرت لها قبل وفاتها ظهرت، وهي تحمل إحدى حقائب لونير الجلدية اللامعة وتقف بجانب مدفأة، وهو أمر غير مستغرب حيث إن الملكة كانت معروفة بأنها تحمل حقيبتها، وهي تتجول في أرجاء قصر باكنغهام، أو تجلس على الصوفا لتشاهد التلفزيون.

كما أن الجميع يتذكرون إطلالة الملكة إليزابيث الثانية في حفل زفاف الأمير وليام وكيت ميدلتون، حيث أوصت منسقة إطلالتها علامة لونير Launer بصنع حقيبة خاصة للملكة باللون البيج من أجل أن تتناسق مع إطلالتها باللون الأصفر المشرق.
وبسبب إعجاب الملكة بهذه الحقائب أعطت علامة لونير Launer ختم الضمان الملكي في عام 1968، وهو الختم الذي يمنح عادة لمن يقدمون خدمات جليلة للملكة، ومنذ ذلك الوقت كانت تطلب 5 حقائب معدلة خصيصاً لها في السنة.
ووفقاً لرئيس مجلس إدارة لونير جيرالد بودمير Gerald Bodmer فإن الملكة أخبرته بأنها تشعر بأن إطلالتها ناقصة من دون حقيبة، كما أنه كشف أنها احتفظت بحقيبة والدتها من العلامة.
في عام 1991 زارت الملكة مصنع لونير لتطّلع عن قرب على كيفية صنع حقائبها المفضلة؛ حيث إن كل حقيبة تصنع يدوياً وتستغرق حوالي 8 ساعات لإنهائها، وهو ما يفسر ارتفاع ثمنها الذي يزيد على 2000 دولار أميركي، وخلال زيارتها أظهرت الملكة افتتاناً بالعملية وأمضت الكثير من الوقت وهي تتحدث مع العاملين في المصنع، وتطّلع منهم على ما يقومون به.

كانت الملكة تكره طراز الحقائب الذي يتم ارتداؤه فوق الكتف كما كانت لا تحبذ وجود السحابات أو الكثير من الأقسام داخل الحقيبة، كما كانت تطلب بعض التعديلات البسيطة في تصاميم الحقائب، منها جيوب إضافية ومحفظة للنقود المعدنية.
كما أنها كانت تطلب إطالة مسكة الحقيبة؛ كي تتمكن من حملها فوق ساعدها من دون كرمشة ملابسها؛ كي تتمكن من السلام على الناس المتجمهرين للقائها.
في سنواتها الأخيرة طلبت حقائب ذات وزن أخف تم تزويدها بإطار داخلي معدني؛ كي تتمكن من مد يدها داخلها بكل راحة لتناول ما تريد من دون إزعاج.
الملكة إليزابيث الثانية لم تكن فقط مهتمة بالحقائب العملية، بل كان لديها مجموعة من الساعات الفاخرة التي يمكنك الاطلاع عليها من خلال قراءة المقال التالي: ساعات الملكة إليزابيث الراحلة he Queen of All Times

بحسب المطلعين فإن الملكة إليزابيث الثانية كانت تضع في حقيبتها أحمر شفاه ومرطب يدين، كما أنها كانت تضع مشطاً لتسريح خصلات شعرها بالإضافة إلى القليل من المحارم، كما أنها كانت تضع مبلغاً من المال تتراوح قيمته بين 5 أو 10 جنيهات يوم الأحد من أجل أن تتبرع به للكنيسة.

بحسب الخبراء المتخصصين في تقاليد العائلة المالكة البريطانية، فإن الملكة إليزابيث الثانية كانت تعتمد على حقيبتها لترسل رسائل سرية لمساعديها، فكيف كانت ترسل هذه الرسائل؟
بحسب المطلعين عندما تضع الملكة حقيبتها على الطاولة أثناء تناول طعام العشاء فإن ذلك كان يعني أن العشاء سينتهي خلال 5 دقائق.
أما إذا وضعت الملكة الحقيبة على الأرض فإن هذا يعني أنها تعبت من المحادثة التي تجريها، وتحتاج إلى مساعدتها لتأخذها بعيداً عن المتحدث.
وفي بعض الأحيان كانت تبدل حقيبتها من يدها اليمنى إلى يدها اليسرى، وفي هذه الحالة فإنها كانت تطلب من مساعديها أخذ الشخص الذي يتحدث معها بعيداً ليتسنى لها التحدث إلى أشخاص آخرين، وعادة ما كان المساعد يتوجه إلى الشخص المعني ليخبره أن أحد الأشخاص المهمين المتواجدين في المكان يتمنى التحدث إليه فلا يشعر بالخجل.

اقتنت الملكة إليزابيث الثانية عدة أنماط من حقائب لونير Launer المفضلة لديها؛ لكن كان هناك 3 أنماط تحظى بشعبية كبيرة لديها.

هذه الحقيبة لم يكن طرازها يحمل اسماً معيناً، كانت تحصل عليها الملكة بواسطة متجر راين Rayne الذي كانت تشتري منه أحذيتها، هذا المتجر كان يطلب من لونير Launer حقائب تتكامل مع الأحذية التي كان يصممها للملكة.

هذه الحقيبة هي أحد أقدم التصاميم التي طرحتها الدار، وكانت الملكة تميل إلى الطراز المصنوع من الجلد اللامع.
يبلغ ثمن هذه الحقيبة 2242 دولاراً أميركياً بحسب موقع العلامة التجارية.

هذه الحقيبة هي أكثر طراز حملته الملكة في سنواتها الأخيرة، تتميز بشكلها البسيط مع مسكات قصيرة والقفل الأمامي الذي صمم على شكل لوغو الدار الفضي الذي يشبه حبلاً معقوداً، يبلغ ثمن الحقيبة 2060 دولاراً أميركياً وهي تأتي مبطنة بالجلد المقلوب وتتضمن مرآة في داخلها.
وهي تشبه في تصميمها حقيبة رويال؛ لكنها تختلف عنها بحوافها المربعة بجانب القفل.
للمزيد من المواضيع عن الملكة إليزابيث الثانية اقرئي حكم الملكة إليزابيث الثانية شهد 14 رئيساً للولايات المتحدة