• اخبار محلية

    من وسط صنعاء الحوثي يختطف اشهر مصور .. رافق "الحمدي - الغشمي - صالح" وصنع ذكريات مجد اليمن


    1291 قراءه

    2021-09-29 18:46:56

    - خاص

    اختطفت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، اليوم الأربعاء، المصور الشهير صانع ذكريات مجد اليمن في السبعينات والثمانينات والتسعينيات، عبدالرحمن الغابري في العاصمة صنعاء.

    وقالت مصادر محلية ل، أن عناصر مسلحة تابعة لمليشيات الحوثي، اعتقلت المصور عبدالرحمن الغابري وسط صنعاء، وقامت باقتياده إلى قسم شرطة اللقية، قبل أن يصادرون كاميرته الشخصية وهاتفه.

    وبعد ساعات من الحادثة، أفرجت ميليشيا الحوثي، عن المصور عبدالرحمن الغابري، عنه بضمانه حضورية شريطة الإبقاء على الكاميرا.

    وخلقت الميليشيا الارهابية، ذرائع وهمية زعمت من خلالها أن عملية الاختطاف بسبب ممارسة الغابري للتصوير دون تصريح من وزارة الإعلام التابعة للميليشيا، رغم امتلاكه رخصة من وزارة الثقافة وفقا للقانون.

    وحصل على وثيقة رسمية تؤكد مصادرة المليشيات الحوثية الكاميرا الشخصية للغابري بعد إطلاق سراحه.

    ويعد المصور اليمني عبدالرحمن الغابري ذاكرة أرشيفية مهمة لليمن، بعد أن استطاع التقاط أكثر من مليون صورة على مدى أكثر من نصف قرن، تؤرخ لصورة أخرى لليمن لا تزال راسخة في وجدان اليمنيين.

    ونجح الغابري في التقاط صور لمشاهير السياسة والفن والأدب محليا وعربيا ودوليا. فعلى المستوى المحلي قام بتصوير كل مشاهير الفن والطرب، من موسيقى ومسرح ورقص، مع التقاط صور أشهر الأدباء والكتاب، منهم من رحلوا ومنهم الأحياء، وكذلك وثق صورا لرجال ونساء في المجال السياسي.

    واستطاع تصوير جميع رؤساء اليمن شمالا وجنوبا، فقد رافق أحيانا ثلاثة رؤساء راحلين، هم إبراهيم الحمدي وأحمد الغشمي وعلي عبدلله صالح. إضافة إلى تصوير رؤساء دولة الجنوب اليمني سابقا قبل الوحدة، مثل عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض.

    وعلى المستوى العربي، قام بتصوير العديد من الرؤساء والزعماء الراحلين، من بينهم الرئيس المصري محمد حسني مبارك، والملك الأردني الحسين بن طلال، والرئيس العراقي صدام حسين، والرئيس السوري حافظ الأسد، والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والرئيس الليبي معمر القذافي، إضافة إلى زعماء آخرين.

    كما التقط الغابري على المستوى الدولي صورا لرئيسين أميركيين سابقين هما، جورج بوش الأب وجيمي كارتر، والرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، وزعماء آخرين.

    يعتقد الغابري أن الصور التي نالت حب الناس ورافقتها أسئلة كثيرة، معظمها من لونين الأسود والأبيض، أما الأخرى فملونة. ومن الصور التي كان لها صدى واسع، صورة راقصات مع جنود على ظهر شاحنة، وصورة امرأة كبيرة تتزين بالمشاقر (نوع من الورد) والحلي، وصور عن زلزال ضرب محافظة ذمار شمالي اليمن عام 1982، إضافة إلى صورة رجل يحمل امرأة في الشارع العام وهما مبتسمان رغم فقرهما، وكذلك صور ملونة منها امرأة مسنة ترتشف الشاي.

    ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، أفاد الغابري بالقول إن “التصوير بمعناه الفني هو عشق وليس دافعا، فحب الطبيعة الجميلة وحياة الناس البسيطة هو ما ألهمني لتجسيد تلك المشاهد بآلة التصوير.. أي حبس اللحظة الرائعة كي تبقى بحوزتي خشية فقدانها مع المتغيرات الزمنية”.

    وفي ما يتعلق بأجمل الصور التي التقطها، قال “لا أستطيع تفضيل صورة عن أخرى، لأن كل صورة لها فكرتها وواقعها في ذاتي وذائقتي، لكنّ الآخرين قد تعجبهم صورة أو صور، كل بحسب قراءته لها”.

    وانتشر التصوير الفوتوغرافي مع التكنولوجيا الحديثة بشكل كبير، وكذلك تصوير الفيديو، حيث معظم الناس باتوا يلتقطون الصور حتى بالهاتف، يقول الغابري “لكن ما هي الصورة بمعناها الهادف والتقني الحرفي؟ هنا نستطيع أن نطلق عليها صورة لموهوب واحترافي، ونستطيع حينها فرز المصور الفنان والمصور غير الموهوب أو العابث”.

    والغابري (65 عاما) بدأ دراسته في قريته بمحافظة ذمار شمالي البلاد في ما كان يسمى الكتاتيب، وعمره حينها خمس سنوات، والتحق بعدها بمدرسة الأيتام في صنعاء، ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في المدينة نفسها.

    وبعد إكمال الثانوية العامة، بعث للدراسة في سوريا بمجال الفنون الإعلامية من تصوير وفرز اللون الطباعي وجمع المقالات والكتب.

    ودرس أيضا الموسيقى والتمثيل في معاهد خاصة، ثم تخصص في لبنان في الإخراج السينمائي التسجيلي. وهو عضو مؤسس لنقابة الصحافيين اليمنيين منذ عام 1976، إضافة إلى عمله بوقت سابق مخرجا سينمائيا، وعمله في مجال الموسيقى والطرب والتمثيل، مع كتابة العديد من المقالات الأدبية والفنية.

    وفي عام 1968 دخل غرفة لطبع الصور، واستمر فيها أشهرا، يقوم بتحميض وطباعة صور وأفلام الآخرين، التي كانت من لونين فقط “أسود وأبيض”.

    وفي نهاية ذلك العام، خرج الغابري يصور ميدانيا بشكل محدود، كونه كان لا يملك سيارة أو حتى دراجة هوائية. حينها حتى الكاميرا أيضا لم تكن ملكه، بل ملك للحكومة. وحينما امتلك كاميرا بسيطة خرج راجلا وأنتج صورا قام بتحميضها وطبعها.

    وفي ما يتصل بتأثيرات الحرب عليه وعلى المصورين أفاد الغابري “الحرب والمتحاربون وتجار الحرب دمروا نفسياتنا وقيدوا حرياتنا”.

    وأضاف “شخصيا ومعي أبنائي وطاقمي لا نستطيع أن نتحرك بحرية، وإذا طلبت منا أي جهة أن نصور لها فالعراقيل كثيرة جدا، وحمل الكاميرا يسبب لحاملها مشكلات لا حصر لها.. إنهم يعبثون بحياتنا بأساليبهم القمعية المتخلفة بشكل مريع ومقرف”.

    وتابع “إننا في عزلة ومقيدون تماما، ونستغرب لتلك الإجراءات الأمنية المذعورة الخارجة عن منطق العصر والحياة، ولولا أن لدي الأمل بانفراج الأوضاع لمت كمدا وقهرا، أو هاجرت وطلبت اللجوء الإنساني إلى أي بلد يحترم الإنسان والفنان على وجه الخصوص”.

    ورغم ذلك يحافظ على نظرة تفاؤلية إيجابية قائلا “لا تتوقف طموحاتي عند العمر المتقدم.. لا زلت أطمح كشاب أو فتى الريف والقرية الجميلة التي أحببت الاحتفاظ بصورتها في كياني قبل أن التقطها بالكاميرا وأغني لفتياتها بفرح غامر.. طموحاتي لا حدود لها فكلما تقدم العمر ازددت طموحا”.

    ويطمح الغابري أيضا في أن يستمر بالتصوير، وأن ينقذ أرشيفه من المتحاربين المتخلفين، الذين يصفهم بأنهم جميعهم يكرهون الفنون بأشكالها.

    ويتابع “أطمح بأن أجد من يساعدني على إنقاذ هذا الأرشيف، الذي يحتوي على كل شيء في حياة اليمنيين أرضا وإنسانا، منذ أكثر من نصف قرن”.

    وتابع بالقول “المشكلة أن هذا بلدي الرائع ابتلي بحكام لا يحبونه.. حكام عصبويون دينا ومذهبا وقبيلة”.

    وشدد على أن “اليمن يحتاج إلى مناهج تعليمية عصرية، مواكبة لكل ما يحدث في العالم من تطور تكنولوجي ومعرفي.. يحتاج إلى أبناء مخلصين لجماله ولثرواته التي تغني المواطن وتخرجه من الفقر المفتعل، الذي سببه الحكام المتعصبون دينيا ومذهبيا”.

    واختتم الغابري موجها رسالته إلى اليمنيين “انبذوا الحرب واصنعوا السلام، فبالسلام ستعيشون أحرارا وأغنياء بثرواتكم، إن أحسنتم اختيار منهج تعليمي معاصر”.

     



    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24